بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ

عجائب القضاء المصري.. المؤبد لطفل والإعدام لشهداء حماس Egyptian judiciary

عجائب القضاء المصري.. المؤبد لطفل والإعدام لشهداء حماس Egyptian judiciary
عجائب القضاء المصري.. المؤبد لطفل والإعدام لشهداء حماس Egyptian judiciary
«الشامخ» حكم على كفيف بـ15 سنة والتهمة «قناص».. والسجن عامين لـ«قعيد» بتهمة قطع الطريق.

أثار الحكم بالمؤبد علي طفل عمره أربعة سنوات استنكار البعض وسخرية البعض الاخر مما وصل له حال القضاء المصري.

الطفل أحمد منصور قرني يواجه حكم بالمؤبد بعد أن أصدرت محكمة «غرب القاهرة» العسكرية حكما بالمؤبد على 116 متهما بينهم الطفل أحمد. وبالرغم من تقديم شهادة ميلاد الطفل من قبل هيئة الدفاع في القضية بعد أن وضعت تحريات الأمن الوطني اسمه ضمن المتهمين، إلا أن القضية أحيلت للمحكمة العسكرية وصدر الحكم غيابياً.

هذه ليست المرة الأولي التي يسقط فيها القضاء المصري مثل هذه السقطة الغريبة، ففي العاميين الماضيين ومع ظاهرة القبض العشوائي وتسييس القضاء وتوجيهه للانتقام من فصيل بعينه، رأينا أحكام قضائية ضد كفيف وقعيد ومشلول وشهيد ومعتقل بسجون «إسرائيل» متهمين في قضايا قتل وتظاهر وإثارة شغب.

«بوابة يناير» ترصد لكم أبرز الاتهامات الموجهة لبعض المعتقلين السياسيين، والتي لاي يقبلها عقل ولا منطق:

قناص «كفيف»

الشيخ ربيع أبو عيد حرم منذ 18 عاماً من نعمة البصر ويحتاج من يساعده ليلا ونهاراً، وعلي الرغم من ذلك يواجه «الشيخ ربيع» تهم تكسير وترهيب وحمل سلاح أبيض وقطع طريق واستعراض قوة وقنص ضابط شرطة، فكيف يعقل هذا رجل «كفيف» يقنص ويقتل ويقطع الطريق، «لأنى قد حرمت نعمة البصر وأحتاج فى حركتى إلى من يتحرك معى فى الليل أو فى النهار، أريد محاكمة علنية أمام العالم كله، أريد تدخل من يهمه الأمر فى العالم كله فى قضية أتهم فيها رجل كفيف بالضرب والتكسير وحمل السلاح وقطع الطريق» هذا ما جاء في رسالة أرسلها «الشيخ ربيع» لأهله.

الشيخ «ربيع أبو عيد» أحد أكبر علماء مصر فى علم القرآن والحديث، حاصل على إجازة فى القراءات العشر ودراسات عليا فى علوم الحديث، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، صاحب مدارس تحفيظ القران فى محافظة دمياط، وبالرغم من فقدانه للبصر إلا أنه حكم عليه بالسجن المشدد 15 عامًا كما حكم عليه بالسجن 6 أشهر في قضية أخرى هى حيازة منشورات وإهانة الجيش.

«مشلول» متهم بقطع الطريق

محمد رفعت إبراهيم علي «حاصل على بكالريوس نظم ومعلومات»، معتقل بسجن «جمصة» بعد أن حُكم عليه بسنتين، وأكد الأطباء أنه يعانى من شلل أطفال قديم أدى إلى ضمور شديد بعضلات الطرف السفلى الأيسر، وقصر به 10 سم على سقوط جزئى بالقدم اليسرى مع ضمور متوسط بالطرف الأسفل الأيمن مع اعوجاج بالعمود الفقرى والحوض وعدم القدرة على المشى دون عكاز بناء على تقرير الكشف الطبي. وبرغم هذا اتهم محمد بقطع الطريق العام وإثارة الشغب بالاضافة الانضمام لجماعة ارهابية.

فتيات يحملن «آر بى جي»

ولم تسلم المرأة المصرية من الاتهامات الخيالية، حيث وجهت النيابة العامة لفتاة لم تتجاوز من العمر 17 عامًا تهمة حمل سلاح «آر بى جي»، ومواجهة قوات الشرطة بها. وهذه التهمة نفسها وجهها القضاء المصرى للأختين «رشا وهند منير» قبل أني يخلي سبيلهم منذ أيام، حيث وجهت لهما النيابة تهم «حيازة سلاح، وكسر حظر التجول، وترويع المواطنين الآمنين»، والتى أصدر بحقهما الحكم بالسجن المؤبد لهما. كما أن رشا، توفى زوجها محمد عابدين أثناء وقوفه فى طابور الانتظار لزيارتها فى سجن القناطر، إثر إصابته بضربة شمس بصحبة ابنتيها.

شهداء ومعتقلو حماس متهمون في مصر

كسر القضاء كل قواعد العقل والمنطق، بعد أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة أحكامًا بالإعدام على 3 شهداء فلسطينيين ماتوا قبل ثورة يناير – التى يعود إليها تاريخ الواقعة – في القضية المعروفة باقتحام سجن «وادي النطرون» ومن بين هؤلاء الشهداء حسام الصانع الذى استشهد يوم 27 ديسمبر 2008، والشهيد تيسير أبو سنيمة الذى استشهد فى أبريل 2011، أثناء حرب الكيان الصهيوني مع قطاع غزة فى ذلك الوقت.
ولم يقتصر الأمر علي الموتى، بل طال الاتهام من يقبعون فى سجون الاحتلال الآن مثل حسن سلامة، أحد أبناء حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الموجود فى سجون الاحتلال منذ عام 1996.

الموتي يحرضون علي العنف

لم تقتصر حالات اتهام الموتى والمعتقلين على قضية «وادى النطرون»، بل سبق ذلك حالات أخرى مماثلة، ففى 19 فبراير 2014، أصدرت محكمة جنح الإسكندرية حكمًا على جمال ماضي، أحد قيادات الإخوان المسلمين فى محافظة الإسكندرية، بحبسه 3 سنوات وتغريمه 50 ألفًا، رغم أنه قد توفى منذ 2 أكتوبر 2013، وذلك بعد إدانته بالتحريض على أحداث عنف وقعت بمنطقة باب شرقى الإسكندرية.

وفى 28 إبريل من العام نفسه، قضت محكمة جنايات المنيا بالسجن المؤبد (25 عاما)، على إبراهيم محمود عبد الحميد، المتوفى فى 2011، بعد أن تمت إدانته، بحسب المحكمة، فى أعمال شغب وعنف فى محافظة المنيا.

وفى 6 أغسطس الماضي، قضت محكمة جنايات الجيزة، بإعدام محمد الغزلاني، أحد قيادات الإخوان بمدينة كرداسة، والمتوفى فى فبراير 2014، بعد إدانته بقتل مسئول أمنى رفيع، واقتحام قسم شرطة فى كرداسة بالجيزة. وفى 15 سبتمبر الماضي، قضت محكمة جنايات الجيزة بالسجن المؤبد على «أبو الدهب حسن»، المتوفى فى 22 يناير 2014، وهو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالجيزة، فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث البحر الأعظم»، بعد إدانته بأحداث شغب وعنف التى وقعت فى يوليو 2013 فى الجيزة.

أستاذ جامعة وحرامي شقق

طالت الاتهامات الخيالية قيادات سياسية ايضا، حيث وجهت النيابة إلى كل من الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنتخب، والدكتور رشاد البيومي نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، والدكتور حلمي الجزار أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة وعضو مجلس الشعب السابق، وعبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين، تهمة تشكيل عصابي لسرقة مساكن حي بين السرايات. كما اتهم القضاء المصري أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، بـ «سرقة شقق الجيران».

أما المستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة الاسئناف السابق ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب السابق، والبالغ من العمر قرابة الثمانين عامًا، فلُفقت له تهمتان، الأولى كانت تعذيب المواطنين، والثانية هي إهانة القضاء الذي ينتمي إليه.
المصدر
بوابة يناير
عبدالباسط كمال